3 تعديلات لقوانين التسلل في كرة القدم 

مرت قوانين التسلل في كرة القدم بالعديد من التطورات عبر التاريخ، وينص القانون الحالي على أنه إذا كانت إحدى أجزاء جسم اللاعب (باستثناء يده) متقدمة على آخر مدافعي الخصم لحظة تمرير زميله الكرة له تحتسب الحالة أو الهدف تسلل، وتحتسب ضربة حرة غير مباشرة لصالح الخصم.

وقررت الفيفا تحديث جديد لقانون التسلل، وهو اعتبار اللاعب متسللًا في حالة خروج الجسد بالكامل وليس فقط جزءًا منه، وهذا أفضل للمتعة فهناك العديد من الأهداف الرائعة التي تم إلغائها بداعي التسلل مع تقدم إحدى أجزاء الجسم على آخر مدافع للخصم، تعد من أكثر الحالات المثيرة للجدل في كرة القدم سواء تم احتساب أو إلغاء هدف مشكوك في أمره؛ لذلك في هذا المقال سنشرح قوانين التسلل في كرة القدم، وتاريخها، وتطورها.

يعتقد العديد من المتابعين أن التعامل بقوانين التسلل في كرة القدم حديث العهد نظرًا للغزارة التهديفية لبيليه الذي سجل ما يزيد عن 1000 هدفًا، كان يتم التعامل بقانون التسلل في زمنه، لكنه لم يكن بهذا التطور؛ فكرة القدم شهدت عدة تطورات عبر التاريخ، بما فيها قانون التسلل الذي من الطبيعي أن يواكب تطورها.

  1. تم التعامل بقانون التسلل منذ السنوات الأولى من نشأة الساحرة المستديرة في منتصف القرن التاسع عشر، وكان يتم إلغاء الأهداف بسببه، في البداية كان القانون ينص على أن تكون الحالة تسللًا إذا لم يكن هناك ثلاثة لاعبين أمام المهاجم بما في ذلك حارس المرمى، بحسب قوانين كرة القدم للاتحاد الإنجليزي 1868م.
  2. تم التعديل الثاني لقانون التسلل عام 1925م حيث تم تقليل عدد لاعبي الخصم أمام المهاجم من ثلاثة لاعبين إلى إثنين: حارس مرمى ومدافع، وكان التعديل بناءًا على قوانين الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم تم اقتراحه عام 1893م، وطُبق بعد موافقة الاتحاد الإنجليزي عام 1925م.
  3. تم التطوير الثالث لقوانين التسلل لكرة القدم في تسعينيات القرن العشرين من خلال الاتحاد الاسكتلندي أيضًا، وهو ما نتعامل به حتى اليوم، وينص على اعتبار اللاعب متسللًا إذا تجاوز الخط الذي يقف عليه آخر مدافع للخصم لحظة تمرير الكرة له.

شهدت قوانين التسلل في كرة القدم فيما بعد عدة تطورات، وتعديلات أخرى أكثر من مرة لمواكبة تطورات كرة القدم الحديثة، وكما ذكرنا سابقًا وافقت الفيفا على تعديل جديد سيحدث طفرة في عالم الساحرة المستديرة، وهو اعتبار اللاعب متسللًا فقط عند تقدم جسمه بالكامل على آخر مدافع للخصم لحظة تمرير الكرة من زميله، وهذا سيعمل على إلغاء أكثر من نصف حالات التسلل التي تحتسب بسبب تقدم جزء من الجسم، وبالتالي احتساب الهدف إذا تم تسجيله. 

كما ذكرنا سابقًا بحسب القانون الحالي يجب أن يتواجد المهاجم في منتصف ملعب الخصم، ويتخطى بجسمه أو أي جزء منه (باستثناء اليدين) الخط الذي يقف عليه آخر مدافع للخصم لحظة تمرير الكرة له، ويحصل الخصم على ركلة حرة غير مباشرة، ويقوم حارس المرمى بلعب الكرة من موقع تسلل المهاجم.

قوانين التسلل في كرة القدم

يجب أن يلمس المهاجم الكرة لحظة تمريرها له ليصبح مشاركًا في الهجمة؛ فهنا يتم احتساب تلك الحالة تسللًا.

قوانين التسلل في كرة القدم

إذا قام اللاعب بتسديد الكرة لحظة وقوف زميله في موقف تسلل، وارتدت بعد تصدي حارس المرمى أو اصطدمت في المدافع، وحاول زميله لمسها أو الوصول إليها؛ هذا لا يغير من وضعية التسلل.

قوانين التسلل في كرة القدم

يجب أن يقع المهاجم في مكان متوسط بين الكرة، ومرمى المنافس.

قوانين التسلل في كرة القدم

إذا لم يتواجد لاعبين على الأقل من المنافس أقرب من المهاجم إلى المرمى أو على نفس المسافة؛ هنا المهاجم في وضعية التسلل.

من فوائد قوانين التسلل في كرة القدم أنها تمنع المهاجم من المكوث أمام مرمى الخصم فقط لانتظار الكرة، وهذا يجعل المهاجم مضطرًا للهروب من التسلل فيعود للمشاركة في بناء اللعب، أو المشاركة في هجمة مرتدة، أو في التمريرات القصيرة، أو إمتاع المشاهد بمراوغاته للمدافعين؛ ثم تسجيل الهدف، بدلا من المكوث عند مرمى المنافس منتظرًا زميله ليمرر له؛ وبالتالي الوقوع في مصيدة التسلل.

أحيانًا يكون جزءًا من الخطط التكتيكية لبعض المدربين هو اللعب على مصيدة التسلل من المدافعين، يكون هدفهم هو ايقاع مهاجمي المنافس في التسلل طوال المباراة، وعلى الجانب الآخر يتم تدريب المهاجمين على تجنب التسلل، يمكنهم لحظة تمرير الكرة الركض خلف المدافع، وفي هذه الحالة يكون المهاجم في موقف غير متسلل، وبعض اللاعبين أذكياء يستطيعون الهروب من التسلل، وخداع الحكم لكن بعد زمن تقنية الفيديو أو الـVAR يستطيع الحكم العودة إليه إذا شك في الهدف أو أخبره حكام الـVAR بمراجعته.

يعتمد الحكم الرئيسي للمباراة على حكام الراية في احتساب التسلل، لكن القرار الرئيسي يعود له بمساعدة حكام الـVAR بعض الأحيان أيضًا.

قوانين التسلل في كرة القدم

لا يحتسب التسلل إذا كان هناك لاعبين من الخصم يتجاوزوا المسافة بين المهاجم، والمرمى لحظة تمرير الكرة له.

قوانين التسلل في كرة القدم

لا يحتسب تسلل على مهاجم استقبل الكرة من ضربة مرمى أو ركلة ركنية أو رمية تماس؛ هنا موقف اللاعب قانوني 100%.

لا يحتسب التسلل إذا تعمد أحد مدافعي الخصم لمس الكرة؛ هنا لا يوجد تسلل للمهاجمين، ويمكنهم الاستلام، وتسجيل الأهداف دون أي مشكلة.

قوانين التسلل في كرة القدم

إذا خرج المدافع من الملعب أثناء تمرير الكرة للمهاجم؛ يتم الأخذ به في الاعتبار أيضًا في قياس حالة التسلل، إذا كان موقعه على نفس الخط مع المهاجم أو الأقرب للمرمى؛ إذن لا يوجد تسلل.

إذا حدث التسلل ثم استعاد اللاعب المدافع الكرة، وبدأ بناء اللعب يحق للمهاجم العائد من التسلل محاولة خطف الكرة، والمشاركة في اللعب دون وقوع خطأ عليه؛ لذا يجب على المهاجم الإسراع من محاولة افتكاك الكرة، ويجب على المدافع الإسراع من محاولة الاستحواذ على الكرة، وتمريرها لأحد زملائه قبل وصول أحد لاعبي الفريق المنافس إليه بشرط عدم وجود ضغط على زميله، وهناك مساحة مناسبة للتمرير.

عندما ذكرت مصطلح اللاعب المدافع، أو مدافعي الخصم؛ كنت لا أعني لاعبي مركز الدفاع فقط، وأيضا عندما ذكرت مصطلح اللاعب المهاجم، أو المهاجم المتسلل؛ كنت لا أعني لاعبي مركز الهجوم فقط، حيث أنه في كرة القدم الحديثة يتحرك الفريق ككتلة واحدة، الجميع يشارك في الدفاع، وأيضا الجميع يشارك في الهجوم، ربما يمكنك أن تلاحظ أن هذا اللاعب المتسلل على سبيل المثال مركزه محور دفاعي في وسط الملعب (ارتكاز) وليس مهاجمًا صريحًا، وهذا المدافع الذي يقوم بايقاع المهاجم في مصيدة التسلل أو يقطع الكرة يمكنك أن تلاحظ أنه يلعب بمركز الجناح على سبيل المثال، ليس بالضرورة أن يكون من يقوم بتغطية التسلل يلعب في مركز قلب الدفاع، قد يكون جناحًا عائدًا للقيام بواجباته الدفاعية وبناء لعبة جديدة من الخلف، يطالب المدربين الأجنحة بالقيام بالكثير من الأدوار وليس فقط صناعة اللعب، أو رفع الكرات العرضية، أو التحولات السريعة من الدفاع للهجوم؛ فالجناح يفضل أن يكون متكاملًا.

الآن تستطيع عزيزي القارئ بعد انهائك لهذا المقال، وفهمك لقوانين التسلل في كرة القدم أن تقيم حالات التسلل، وتستطيع فهم قرارات الحكام بشكل أكبر، وعند تجربة قرار الفيفا الجديد، واعتماده رسميًا، وهو احتساب التسلل فقط عند تقدم جسد المهاجم بالكامل هنا سيقل الجدل كثيرًا، وسيكون واضح تمامًا هل اللعبة تسلل أم لا في معظم الحالات.

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى