جوزة الطيب .. أحد التوابل المميزة والحكم الفقهي حول استخدامها

جوزة الطيب من التوابل المميزة في طعمها، تمنح الطعام نكهة مختلفة. كما تتعدد فوائدها لغناها بالعديد من العناصر الغذائية. وقد دار حولها خلاف فقهي عن حرمة إستخدامها. لذا سوف نتناول هذا التابل المميز بالتفصيل.
منشأ جوزة الطيب
نشأت أشجار جوزة الطيب في عدد قليل من جزر إندونيسيا. وكان لها أثر كبير في التجارة العالمية في العصور القديمة بجانب القرنفل وبعض التوابل الأخرى.
وقد تم إستخدام كلًا من القرنفل وجوزة الطيب في الطب في الهند والصين، إلا أنها لم تعرف في أوروبا إلا في العصور الوسطى. وقد قامت عدة معارك بين الدول الأوروبية بهدف السيطرة على تجارة التوابل.
برغم سيطرة إندونيسيا على إنتاج معظم جوزة الطيب إلا أنه يتم زراعتها الآن في آسيا ومنطقة البحر الكاريبي.
حقائق حول جوزة الطيب
- تحتاج شجرة جوزة الطيب إلى خمس سنوات لتزهر. وتخرج الثمار بعد 15 عامًا لتستمر في الإثمار مدة 50 عامًا.
- يصل ارتفاع الشجرة إلى 40 قدم وتنتج ما يقرب من 2000 جوزة طيب سنويًا.
- كانت تحظى جوزة الطيب بشعبية كبيرة لدرجة كان يحملها البعض معهم لرشها طازجة على المشروبات.
- لا تحتاج أشجار جوزة الطيب للأسمدة، ونظرًا لنموها في المناطق الاستوائية الممطرة فإنها لا تحتاج للري، كما أنها تتميز بمقاومة طبيعية للآفات.
- يتم الاعتناء بالشتلات الصغيرة منها ثم تترك الأشجار بدون مضايقة حتى وقت الحصاد.
- يتم حصاد جوزة الطيب من يونيو إلى أغسطس ويجب التعامل بحذر مع الثمار، حيث يتم تجفيفها سريعًا ولا تترك مدة طويلة على الأرض، وذلك تجنبًا للتلوث بمسببات الأمراض خاصة الأفلاتوكسين، وهو مادة مسرطنة تنتج من فطريات مرتبطة بأشجار التوابل.
القيمة الغذائية
تحتوي جوزة الطيب على العديد من العناصر الغذائية. يحتوي فقط 100 جم من جوزة الطيب على 525 سعر حراري، بالإضافة إلى:
- بروتين 5.8 جم.
- دهون مشبعة 38 ملغ.
- كربوهيدرات 49.3 ملغ.
- ألياف غذائية 20.8 ملغ.
- كالسيوم 184 ملغ.
- حديد 3.04 ملغ.
- ماغنيسيوم 183 ملغ.
- فوسفور 213 ملغ.
- بوتاسيوم 350 ملغ.
- فيتامين ج 3 ملغ.
- حمض الفوليك 76 ميكروغرام.
وذلك بالإضافة إلى فيتامين ب6، وفيتامين أ، وكريبتوكسانثين، والكولين، وحمض الأسكوربيك، والنياسين، والريبوفلافين، وتوكوفيرول جاما، والزنك، والنحاس، والمنغنيز، والسيلينيوم.
استخدامات جوزة الطيب
يتم استخدام جوزة الطيب لعدة أغراض منها:
- الاستخدامات الطبية حيث تستخدم لعلاج الانتفاخ، والإسهال، والقيء، والغثيان، والمساعدة على الهضم، وتحسين الشهية.
- تحتوي على مواد مضادة للأكسدة، ومضادات التهابات. لذا يمكن تناولها لعلاج الالتهابات المختلفة.
- تستخدم في المطبخ حيث تعطي مذاق لاذع ومميز ورائحة قوية. عادة ما تحتوي معظم وصفات المكرونه بالجبن، أو صوص البولونيز الشهير على جوزة الطيب. كما تستخدم في وصفات الشراب والطعام في البلاد الباردة لما تعطيه من دفء وسخونة للجسم.
- يستخدمها البعض بكميات كبيرة بهدف الانتشاء. حيث تسبب مادة الميريستيسين الكيميائية الموجودة بها الهلوسة، لكن يتطلب ذلك ما لا يقل عن ملعقتين كبار منها.
- أثبتت الدراسات على الفئران تأثير جوزة الطيب على النشاط الجنسي والأداء والوقت. إلا أن الدراسات البشرية غير متوفرة. بالرغم من ذلك تستخدم في الطب الشعبي بهدف تحسين الرغبة الجنسية للنساء والوظائف الجنسية عمومًا للرجال من حيث الوقت والأداء.
- استخدمت قديمًا في الإجهاض للنساء الحوامل، لكنها لم تعد تستخدم لهذا الغرض كثيرًا في الوقت الحالي.
- أجريت بعض الدراسات والتي توصلت لتأثيرها المقاوم للجراثيم والبكتيريا مثل المكورات الثلاثية، وتسوس الأسنان، وأمراض اللثة.
- هناك بعض الدراسات المتفرقة أظهرت تأثيراتها الإيجابية على صحة القلب، والحفاظ على مستوى سكر الدم، وعلاج الاكتئاب.
جوزة الطيب للانتشاء
تحتوي جوزة الطيب على مادة الميريستيسين الكيميائية، كما تحتوي على زيوت متطايرة من اليبنزين وتيربينز. هذا المركب له آثار مهلوسة والتي تصل في بعض الحالات للتسمم.
تشمل الأعراض التأثير على القلب، والأوعية الدموية، كما تشمل الجهاز العصبي المركزي الذي يسبب الشعور بالقلق والهلاك، كما قد تحدث نوبات ذهانية حادة، والانفصال عن الواقع.
تظهر الأعراض بعد 8 ساعات من الابتلاع وقد تستمر ليوم كامل، ويجب وضع المصاب تحت الملاحظة الطبية.
الرأي الفقهي حول إضافة جوزة الطيب للطعام
يتساءل البعض عن مدى تحريم استخدام جوزة الطيب في إعداد الطعام. ذلك لما فيها من مواد تسبب التخدير والهلاوس. وقد اجتمع جمهور العلماء على تحريم استخدامها بكميات كبيرة تسبب السكر. وأجاز جماعة من الأئمة استخدامها بكميات قليلة لتسخين الدماغ، ومعالجة الانتفاخ. فيتوقف تحريمها على طبيعة الاستخدام وهدفه.
جوزة الطيب أحد أهم التوابل الساخنة التي لا يجب أن يخلو منها المطبخ نظرًا لفوائدها العديدة. لكن عليك الانتباه لطريقة التناول وعدم الإفراط في استخدامها.