جزيرة صقلية .. وأشهر الأماكن السياحية بها

تقع جزيرة صقلية في البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها 25 ألف كم مربع. يفصلها عن البر الرئيسي لإيطاليا مضيق ميسينا، وتتمتع بالحكم الذاتي، كما تشمل جزر إيجاديان، وجزر ايوليان بانتيليريا، ولامبيدوسا. سنتعرف في هذا المقال على تاريخ صقلية، والسياحة بها، وسنناقشها من عدة جوانب.

اشتق اسم جزيرة صقلية من أحد الشعوب التي وفدت إليها في القرن الثامن قبل الميلاد، وهم الصقالبة لكي يقيموا فيها مستوطنات. وكانت تـعرف قبل ذلك باسم (تريناكريا)، ومفهومها الأرض المثلثة الشكل.

ينقسم تاريخ صقلية إلى فترتين، وذلك بما يلي:

يمتد تاريخ صقلية 8000 سنة قبل الميلاد، حيث بدأ الإغريق في تشكيل مستوطنات في جزيرة صقلية في سنة 750 قبل الميلاد. ومن أشهر الأماكن التي تم استعمارها في صقلية مستعمرة سيراكيوز اليونانية التي سيطرت على معظم الجزيرة، كما شهدت في سنة 600 قبل الميلاد حربًا بين الإغريق، والقرطاجيين للسيطرة عليها.

يمتد تاريخ صقلية بعد الميلاد منذ حاولت الإمبراطورية البيزنطية، والعرب، والنورمان السيطرة عليها، في سنة 1130م أصبحت الجزيرة مملكة، وكانت تعد من أغنى الدول. وفي سنة 1262م استولت إسبانيا على الجزيرة حيث انتفض السكان ضد الحكومة، واستمر ذلك حتى سنة 1302م.

تم فتح صقلية على يد العالم أسد بن الفرات يوم الثلاثاء 18ربيع الأول 212هـ /17 يونيو 827م بعشرة آلاف راجل، وتسعمائة فارس، ومائة سفينة. وحاصر سرقوسة طوال شتاء 827-828م، وحتى الصيف حيث تم فتحها، واستمر الحكم 75 عاما. علاوة على ذلك، كان سبب الفتح إذ كان الروم يهاجمون سواحل تونس من قواعدهم في صقلية، مما تسبب بخسائر كبيرة للمسلمين في الأرواح والأموال والسبي، ونتيجة لذلك، أصبحت صقلية جزءًا من الدولة الإسلامية.

تعتبر حرفة الزراعة من أهم عوامل نجاح الاقتصاد في صقلية، حيث تعتمد الجزيرة على الاقتصاد الزراعي كعامل رئيسي لها، وذلك بفضل تربتها الخصبة التي تجعل من الزراعة القطاع الرئيسي في اقتصادها. ويعتبر البرتقال، والليمون، والزيتون، وزيت الزيتون، واللوز والعنب هم المنتجات الزراعية الرئيسية في صقلية. علاوة على ذلك، تشمل بعض الصناعات الأخرى مثل الأغذية المصنعة، والكيماويات، والنفط، والأسمدة، والمنسوجات، والسلع الجلدية.

تلعب السياحة دورًا بارزًا في اقتصاد صقلية، وذلك لاعتدال المناخ، وثقافتها المتنوعة، ومأكولاتها المميزة، كما تستقبل الجزيرة العديد من السياح الأجانب من داخل، وخارج إيطاليا.

تتنوع الثقافة في صقلية، حيث تأثرت صقلية بالعديد من الثقافات مثل الثقافة اليونانية، والرومانية، والبيزنطية، والإسبانية.

تتعدد جغرافيا صقلية إلى الآتي:

تتنوع التضاريس في صقلية ما بين التلال الوعرة، والتربة الخصبة الصالحة للزراعة، كما يوجد جبال على طول الساحل الشمالي لها، وأعلى نقطة في الجزيرة مثل جبل إتنا الذي يبلغ ارتفاعه 3320 مترًا على ساحلها الشرقي.

تنتشر البراكين في صقلية والجزر المحيطة بها، كما توجد البراكين في أعلى قمة في البلاد، كما يعد جبل اثنا موطنًا نشطًا للغاية للبراكين، وكان آخر اندلاع له في سنة 2011، حيث عد هذا البركان هو أعلى البراكين نشاطًا في قارة أوروبا في هذا العام، كما تعتبر الجزر المحيطة بصقلية، هي أيضًا موطن لعدد من البراكين النشطة، والخاملة أبرزها جبل سترومبولي.

مناخ صقلية هو مناخ متوسط الحرارة، ويتميز بأنه معتدل ورطب في الشتاء حار وجاف في الصيف، وبالتالي يبلغ متوسط​ درجة الحرارة في شهر يناير 8.2 درجة مئوية، ومتوسط درجة الحرارة المرتفع في أغسطس 29 درجة مئوية.

تتعدد الأماكن السياحية في صقلية مثل:

العاصمة الرئيسية لصقلية، وقد بناها الفينيقيون قديمًا، وتم احتلالها من العرب، وكانوا يطلقون عليها اسم مدينة المسرات، نظرًا لحدائقها وطبيعتها الخلابة، والرائعة، وهندستها المعمارية المميزة. علاوة على ذلك، تعتبر مدينة باليرمو من أشهر المدن الإيطالية السياحية حيث تحتوى على الكثير من الأسواق التجارية المشهورة عالميًا.

تعتبر من أهم الآثار التاريخية في صقلية، كما يوجد بها مدافن فريدريك الثاني، وروجر الثاني ملكا صقلية.

يقع وادي المعابد في مدينة أغريجنتو على الساحل الجنوبي لصقلية، ويعد من أكبر المدن السياحية الموجودة في الجزيرة، كما تتميز بوجود سلسلة من المعابد، كمعبد دوريسي الواقع على قمة التلال المطلة على البحر.

تعتبر مدينة مونريال صغيرة المساحة، وتقع بجانب مدينة باليرمو عاصمة صقلية، على قمة تلة تطل على منطقة مزروعة بأشجار البرتقال، والزيتون، واللوز، وتتميز مدينة مونريال بوجود الكاتدرائية القديمة، والعديد من الأديرة الايطالية المميزة، وتعتبر من أهم الأماكن السياحية في صقلية.

تقع الجزر الأيونية على الساحل الشمالي للجزيرة، وينجذب السياح إليها، وبالتالي يتمتعون بجوها الساحلي الرائع، حيث تتكون الجزر الأيونية من سبعة جزر وتعتبر من أهم المناطق للسائحين من جميع أنحاء العالم.

تقع مدينة سيراكيوز في الجزء الشمالي من صقلية، وتحتوي على الكثير من المعابد التاريخية، والكنائس. علاوة على ذلك، يوجد العديد من المواقع التاريخية الهامة مثلًا هناك مقبرة تاريخية يعود تاريخها إلى العام 1270 قبل الميلاد. كما تحتوي على واحدة من أكبر مناطق الجلوس والتي يرجع تاريخها إلى الإغريق، وهى من أقدم المدرجات في أوروبا.

يعتبر من أهم الجبال النشطة بركانيا في العالم، ويبلغ طوله حوالي 3300 متر، وهو من أطول الجبال في العالم. يقع جبل إتنا على الساحل الشمالي من صقلية، وخلال فصل الشتاء تنشط الثورات البركانية في قمة الجبل. ويعد الجبل عامل جذب سياحي هام في صقلية، حيث يأتي إلى جبل إتنا الآلاف من السياح للاستمتاع بهواية التزلج على المنحدرات الثلجية، وتسلق الجبال.

تقع جزيرة سالينا شمال صقلية، وتعتبر ثاني أكبر جزيرة في الأرخبيل، كما تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهما ما يلي:

  • سانتا مارينا على الساحل الشرقي.
  • ليني في الجنوب.
  • مالفا في الشمال.

ختامًا، تعتبر جزيرة صقلية من أكثر الجزر جذبًا للسياح، فهي تتمتع بمناخ معتدل بالصيف، والشتاء، وبها العديد من الأماكن الجذابة. فإذا أتيحت لك فرصة زيارتها في أي وقت من العام فلا تضيعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى