الفرق بين التاريخ الميلادي والهجري

تعد التواريخ اليومية أمرًا مهمًا جدًا في حياتنا اليومية ، فبفضل التواريخ نعرف بداية السنة ونهايتها وتمكننا من تحديد المناسبات العامة والدينية ، ومن أشهر التواريخ التي تتعامل بها الكثير من الدول هي التاريخ الميلادي والهجري، وبالرغم من تعدد التقاويم إلا أننا في هذا المقال سنتحدث عن الفرق بين التاريخ الهجري والميلادي .
بداية التاريخ الميلادي ( الغريغوري )
اعتمد التاريخ الميلادي أو ما يسمى ب ( الغريغورى ) على اسم واضعه بابا الفاتيكان فى روما غريغوري الثالث عشر، فى القرن السادس عشر الميلادي في فترة العصور الوسطى، تحديدًا عام 1582، وأطلق عليه عدة أسماء أخرى أيضًا مثل : التقويم النصرانى أو المسيحي أو الغربي أو الإفرنجي أو الشمسي .
استبدل البابا غريغوري الثالث عشر التاريخ اليولياني، الذي وضعه الإمبراطور الرومانى يوليوس قيصر أثناء احتلاله لمصر بمساعدة الفلكيين المصريين فى مدينة الإسكندرية، والتى كانت تستخدمه الكنيسة فى هذا الوقت بالتاريخ الميلادي، بعد معرفته أن التاريخ اليولياني به أخطاء بسيطة اكتشافها علماء الفلك والتى تقدر 0.0075 يوم .
تسببت هذه الأخطاء فى عدم القدرة على تحديد عيدي الفصح وميلاد المسيح بشكل دقيق، ففي التاريخ اليولياني يفترض أن عيد ميلاد المسيح يبدأ من نهار 25 ديسمبر إلى ليل 26 ديسمبر والذى تتبعه الكنائس الكاثوليكية، أما فى التاريخ الميلادي يفترض أن يبدأ من نهار 6 يناير إلى ليل 7 يناير والذى تتبعه الكنائس الأرثوذكية .
أقر التقويم الغريغوري أو الميلادى أن السنة تتكون من 365.25 يوم ولتكون هذه الحسبة دقيقة يأتون كل أربعة سنوات ويضيفون يومًا في شهر فبراير، فبدلًا من أن يكون 28 يومًا يكون 29 يوم ويطلقون عليها السنة الكبيسة، وهكذا يتم تفاديًا للخطأ الذي سقط فيه التقويم اليولياني، والذى كان متأخرًا يومًا كل 131 سنة .
سمى بالتاريخ الميلادى نسبًا إلى ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، كما نتج عن حسابات الراهب الأرمني دنيسيوس الصغير، والذي يعد أهم ثانى عيد عند المسيحيين بعد عيد القيامة .
ويتم استخدام التاريخ الميلادي فى كثير من دول العالم اليوم بما فى ذلك الدول العربية والإسلامية، وذلك بسبب أنه عندما تعرضت الدول العربية والإسلامية للاستعمار في الماضي من الدول الأوروبية، كانوا يفرضون على هذه الدول العمل بالتاريخ الميلادي ، ومن وقتها تتعامل به الدول العربية والإسلامية لسهولة التواصل والاتفاقات مع هذه الدول .
بداية التاريخ الهجري
بدأ استخدام التاريخ الهجري في عهد أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين ، والسبب هو مكتوب أرسله إليه المؤرخ أبو موسى الأشعرى عام 17 هجريًا، أبلغه فيه أن الكتب المؤرخة بأحداث هامة تصل إليه من الخليفة مدونة بالأشهر فقط دون سنوات، مما يشكل خلطًا بين الأحداث والرسائل .
فاجتمع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الصحابة وشاورهم في الأمر، وأنه من الضرورى وضع تاريخ خاص بالمسلمين ليوثق به أحداث الدولة الإسلامية والفتوحات الإسلامية والمعاهدات، وسهولة تحديد الصيام والمناسبات الدينية والأعياد والحج .
وظهرت آراء متباينة أثناء المشاورة ، فمنهم من اقترح حساب التاريخ من ولادة النبي صلى الله عليه وسلم أو من وقت وفاته ، ومنهم من اقترح حسابه من وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وآخرون قالوا يمكننا العمل بتاريخ الفرس أو الروم .
استقرت المشاورات بينهم إلى اعتماد التاريخ الهجري من وقت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فى 12 ربيع الأول الموافق 14 سبتمبر من السنة الميلادية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث يعد هذا أهم حدث فى تاريخ الإسلام، والذي بني عليه أساس الدولة الإسلامية ووصفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلاً ” الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأقروا بها ” .
واعتمدوا أول سنة فى الهجرة هي بداية التاريخ الهجري، وأن تبدأ السنة في شهر محرم بعد انتهاء موسم الحج فى شهر ذى الحجة، حيث يبدأ الناس فيه أعمالهم من جديد وتجديد عهدهم مع الله سبحانه وتعالى، كما أن فى شهر الحج بايع الأنصار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعدها هاجر النبي والمسلمين إلى المدينة لتكون البداية لتأسيس الدولة الإسلامية .
وهكذا تكون السنة الهجرية 12 شهرًا كما أقرها الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم قائلاً ” إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِعِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ” (سورة التوبة الآية 36)
الفرق بين التاريخ الهجري والميلادي
هناك عدة فروق بين التاريخ الهجري والميلادي ، فالسنة الهجرية سنة قمرية أي تعتمد على دورة القمر حول كوكب الأرض ، ويدور القمر حول الارض 12 دورة وهذا يعني أن السنة الهجرية تكون 354 يومًا مما يجعل عدد أيام الشهر احيانًا لا تكون ثابتة وتتغير بين 29 أو 30 يوم .
أما السنة الميلادية فهى سنة شمسية أي تعتمد على دوران الأرض حول الشمس دورة واحدة تستغرق هذه الدورة 365 يومًا ، وهذا يعنى أيضًاً أن السنة الهجرية تنقص عن السنة الميلادية 11 يومًا، وهذا ما يجعل المناسبات الدينية لا تأتي في مواعيد ثابتة كل عام فى السنة الميلادية .
أشهر السنة الهجرية
اليكم شهور السنة الهجرية بالترتيب :
- محرم
- صفر
- ربيع أول
- ربيع آخر
- جمادى أول
- جمادى آخر
- رجب
- شعبان
- رمضان
- شوال
- ذو القعدة
- ذو الجحة
أشهر السنة الميلادية
اليكم شهور السنة الميلادية بالترتيب :
- يناير
- فبراير
- مارس
- إبريل
- مايو
- يونيو
- أغسطس
- سبتمبر
- أكتوبر
- نوفمبر
- ديسمبر
أنواع التقاويم
يذكر أن هناك أنواع أخرى من التقاويم فى العالم تستخدمها بعض الدول غير التاريخ الميلادي والهجري وهم :
- التقويم الفارسي
- التقويم السرياني
- التقويم الياباني
- التقويم الصيني
- التقويم الإغريقي
- التقويم الرومي ( جوليان )
- التقويم العبرى
- التقويم القبطي
الاسئلة الشائعة
لماذا تتعدد التقاويم ؟
لأن تقويم كل أمة يعبرعن هويتها وثقافتها وتاريخها، وبسبب تعدد الأمم والثقافات والأديان تتعد التقاويم .
كيف كان يؤرخ المؤرخون الأحداث الهامة قبل التاريخ الهجرى ؟
كان يطلقون على العام اسم الحدث أو كناية تشير اليه مثل : عام الفيل ، عام الحزن ، عام الطاعون ، عام الرمادة… الخ .
ما هو التقويم اليولياني ؟
هو تقويم رومى وضعه يوليوس قيصر عام 46 قبل الميلاد .
ما هو فرق عدد السنوات بين السنة الهجرية والميلادية ؟
فرق السنوات بين السنة الهجرية و الميلادية 622 عام .
فى الختام
تناولنا فى هذا المقال الفرق بين التاريخ الميلادي والهجري وتاريخ بداية كلاً منهما وسبب تسميتهم ، كما تعرفنا على أسماء بعض التقاويم التي تتعامل بها كثير من دول العالم سواء بجانب التاريخين الهجري والميلادي .