الجيتار | نشأته وأنواعه وأشهر عازفيه

في عام 2020 أصدرت صحيفة نيويورك تايمز إحصائية لمبيعات آلة الجيتار لنهاية عام 2019 حيث تم بيع 1.25 مليون جيتار كهربائي في الولايات المتحدة، ارتفاعًا من أدنى رقم بنحو مليون في عام 2015، هل تتخيل عزيزي القاريء هذا الرقم المهول؟

فإذا كنت ترغب في تعلم العزف على تلك الآلة الرائعة، سنطلعك في هذا المقال عن كل ما تود معرفته عن الجيتار بدءًا من تاريخ ظهور تلك الآلة انتهاءً بأنواعها، ومكوناتها وأسعارها.

ما هو الجيتار؟

يعرف الجيتار أيضا بالقِيثَارَة، وهو عبارة عن‏ آلة موسيقية وترية وأوتارها مدقوقة، وتقوم بالعزف عليها باستعمال الأصابع أو قطعة بلاستيكية صغيرة تعرف بالريشة، ولها صندوق بفتحة في الأعلى أو جسم رقيق بدلًا من الصندوق، وكلاهما يمتد منه ذراع طويل ينتهي بستة مفاتيح ثلاثة على كل جانب من أعلى الذراع وهي مصممة خصيصًا لشد وضبط شد الأوتار التي تكون من المعدن أو من النايلون، وتقسم ذراع الجيتار الكلاسيكي إلى 20 موضعًا، بينما في الغالب تحتوي ذراع الجيتار الكهربائي على 25 موضع.

أصل الجيتار

تعد آلة القيثارة واحدة من أقدم الآلات التي عرفها الإنسان، حيث جاء وصفها في العديد من المخطوطات التي تعود للفرس والرومان، كما أنه تم العثور على نحت حجري عمره 3300 عام يظهر به شاعر وهو يقوم بالعزف على آلة وترية في مدينة بابل، ويعد هذا التمثيل أقدم تمثيل أيقوني تم العثور عليه لآلة وترية لها تشابه كبير مع آلة القيثارة، مما يشير إلى أن أصول القيثارة تعود إلى بلاد بابل، كما أن المورسكيون جلبوا أول الجيتارات التي وصلت أوروبا إلى إسبانيا في القرن العاشر، والشكل الحديث ظهر في هذا البلد، بعد عدة تطورات للقيثارات اللاتينية والمورسكية، وبدون شك مرورًا بالفيهويلا وعلى الرغم من أنها قريبة إلى حد كبير من آلة العود إلا أن الجيتار مختلف تمامًا وتطورهما أيضًا مختلفًا ولا يمت بأي صلة للآخر.

تاريخ ظهور الجيتار 

اخترع الحيثيون آلة الجيتار منذ حوالي 1500 قبل الميلاد، وكان يطلق على تلك الآلة الكلاسيكية القيثارة التي كانت تستخدم في العصور القديمة الكلاسيكية، حيث قام باستخدامها الشعراء اليونانيون لكي تعطي لأشعارهم معنى وتؤثر في المستمعين، لأن الموسيقى تؤثر بسهولة أكتر من الكلمات فتنتقل من لحن سعيد إلى لحن حزين وهكذا 

ومنذ حوالي 3400 عام، ظهرت أولى علامات لآلة تشبه الجيتار في آسيا الصغرى والشرق الأوسط، وبعدها في عام 1000 ميلاديًا ظهرت في سوريا، وتم تسمية تلك الآلة بالجيتار في القرن الثالث عشر، حيث ظهر الإصدار الأول من الجيتار، والذي كان يتكون من ثلاثة أزواج من الأوتار وأخرى مسؤولة عن توفير أصوات أكثر حدة.

وبحلول القرن الرابع عشر، قام موسيقيون العصور الوسطى ذووا الأصول الفرنسية مثل Eustache Deschamps و Guillaume de Machaut بعمل أعمال موسيقية باستخدام مصطلح Guiterna الذي يعرف بالجيتار.

وفي القرن السادس عشر، تحديدًا في إسبانيا، بدأت تظهر العديد من مؤلفات الجيتار، وأصبحت تلك الآلة شائعة ويستخدمها الموسيقيون على نطاق واسع مثلما يستخدمون الآلات الموسيقية الأخرى، كا أنه في ذلك الوقت أضاف العرب العنق إليه وأطلقوا عليه اسم  Laúd ، ويعني “الخشب”، ثم حوله الإسبان فيما بعد إلى عود، وبعد ذلك طوروا العزف على الجيتار، وقاموا بتقويم تلك الرقبة.

وفي بداية القرن الثامن عشر، قام جاكوب أوتو بإجراء تعديلًا هامًا على نموذج الجيتار الموجود، حيث أنه قام بإضافة وترًا آخر، ولذلك، فإن هذه الآلة لها ستة أوتار بالإضافة إلى أنه هناك تغيير في الضبط الحديث وطريقة العزف عليه، وكذلك تغييرات في الهيكل الذي جعله جيتارًا كلاسيكيًا.

وفي عام 1850، ابتكر أنطونيو توريس خورادو أول جيتار إسباني، حيث قام توريس بتصميمه عن طريق تعديل المندولين الذي أجراه Gaetano Vinaccia في عام 1779،  كانت الآلة التي أنشأها توريس بمثابة أساس بناء للجيتار الحديث كما الذي يعرف حتى يومنا هذا.

وفي القرن التاسع عشر، أصبح الجيتار مزودًا بتقنية النتف والعزف، ليصبح آلة موسيقية، كما أن تلك الآلة وصلت إلى الولايات المتحدة، وأدخلت على تغييرات في هيكلها وظهر بعد ذلك جيتار الفلامنكو.

في مطلع القرن العشرين، أصبحت آلة الجيتار واحدة من أهم الأدوات وأكثرها استخدامًا على مستوى العالم، لأنها تتكيف مع أي بيئة وسهلة للغاية في الاستخدام.

وبفضل التقدم التكنولوجي، ابتكر الأمريكي Leo Fender أول غيتار كهربائي، وبذلك أصبح بطل الرواية لموسيقى الجاز والروك أند رول والبلوز والبانك والبوب ​​والمعدن.

مجموعة العزف التي ينتمي إليها الجيتار

ينتمي الجيتار إلى عائلة الآلات الوترية التي تستخدم بالنقر، وتلك العائلة تضم الماندولين والبانجو والستار الهندي والعود العربي وغيرها من الآلات الموسيقية المنتشرة بشكل واسع في جميع أنحاء العالم.

أشهر عازفي الجيتار

جانغو رينهاردت

جانغو رينهاردت

ولد جانغو رينهاردت في بلجيكا عام 1910، وتوفي عام 1953 ويعتبر واحدًا من أعظم الموسيقيين في القرن العشرين، وكان أول موهبة في موسيقى الجاز تخرج من أوروبا ولا يزال من أهم مواهب أوروبا.

برنس روجرز نيلسون

برنس روجرز نيلسون
برنس روجرز نيلسون

هو مغني وكاتب أغاني وعازف متعدد الآلات، ولد في عام 1958 في مدينة مينيابولس في الولايات المتحدة في وسط عائلة موسيقية، وهو أفضل عازف جيتار كهربائي عرفه العالم، واشتهر في فترة الثمانينات والتسعينات، بالإضافة إلى حصوله على 7 جوائز غرامي وغولدن غلوب والأوسكار وقد باع أكثر من 100 مليون تسجيل له، وهذا جعله ضمن الأكثر المغنين نجاحًا.

أندريس سيغوفيا

أندريس سيغوفيا
أندريس سيغوفيا

عازف جيتار وموسيقي وملحن إسباني، ولد في ليناريس في إسبانيا عام 1893، وهو موهوب بالفطرة، ولذلك أصبح متقنًا للغيتار ومعروفًا بدوره الجليل كمعلم ومؤثر، وتوفي في مدريد في إسبانيا عام 1987.

أنواع الجيتار

الجيتار الكلاسيكي

الجيتار الكلاسيكي
الجيتار الكلاسيكي

الجيتار الكلاسيكي يعرف أيضًا بالقيثارة الإسبانية، وهو مصنوع من النايلون، ويسبق الجيتار الصوتي والكهربائي المعاصران اللذان يستعملان أوتار معدنية، ويعود أصل القيثارة الكلاسيكية للفيولا الإسبانية والغيترن في القرن الخامس عشر والسادس عشر. 

 الجيتار الأكوستيك

 الجيتار الأكوستيك
 الجيتار الأكوستيك

يعد ذلك النوع من الجيتارات رائعًا خاصة لعازفي الجيتار ذوي الأيدي الصغيرة، نوع الجسم الأكثر شعبية هو“Dreadnought” ، ولكنك لديك الكثير من الخيارات حول النوع الذي تريد أن تعزف عليه.

 جيتار كهربائي أكوستيك

جيتار كهربائي أكوستيك
جيتار كهربائي أكوستيك

يطلق على هذا النوع من الجيتارات الكهرو أكوستيك أو كهربائي أكوستيك، ويحتوي على مقبس حيث يمكنك توصيله بالكهرباء، ولوحة تحكم حيث يمكنك ضبط مستوى الصوت، EQ، وإدخال البطارية، ويحتوي في بعض الأحيان على تيونر داخلي.

جيتار أجوف الجسم وشبه أجوف

جيتار أجوف الجسم وشبه أجوف
جيتار أجوف الجسم وشبه أجوف

واحدة من أسوأ عيوب الجيتارات المجوفة أنها معرضة لإرتجاع الصوت أو Feedback ولا تعمل بشكل جيد مع البيك أب عالية الإخراج ومكبرات الصوت، ولكن على عكسها تقلل الجيتارات شبه المجوفة بشكل كبير من مشكلات إرتجاع الصوت مع الحفاظ على النغمة الفريدة للجسم المجوف، عند العزف تنتج نغمة تشبه صوت الأكوستيك، ولكنها ليست براقة وعالية مثل صوت الأكوستيك جيتار، لكنه أعلى بشكل ملحوظ من الجيتار الكهربائي العادي، أما عندما يتم توصيل جيتار شبه مجوف، تحصل على نغمة تكون ما بين الجيتار الكهربائي العادي والجيتار الأكوستيك، والنغمة تكون أقرب إلى الكهربائي منها إلى الأكوستيك، ولكن يمكنك سماعها بجودة أكوستيكية.

 الجيتار الكهربائي

الجيتار الكهربائي
الجيتار الكهربائي

يعد الجيتار الكهربائي متعدد الاستخدامات، ويأتي في العديد من الأشكال والأحجام المختلفة، ولكل جيتار كهربائي شعور فريد من نوعه ومختلف للعزف ويمكنه القيام بأشياء مختلفة.

أجزاء ومكونات الجيتار

يتكون الجيتار من ثلاثة أجزاء رئيسية، وهم كالتالي:

  •  الرأس
  •  العنق
  • الجسم

رأس الجيتار

هي الجزء العلوي من الجيتار الذي يحتوي على مفاتيح توليف الأوتار، ويتكون من الأجزاء التالية:

مفاتيح التوليف

وهي تتكون من أوتاد مسؤولة عن شد وارتخاء الأوتار، ودعامات، التي يتم لف الأوتار حولها، وعادة ما تحتوي الرأس على ستة مفاتيح توليف، وتتوزع بشكل مختلف وفقًا لنوع الجيتار، فمنها ما يكون أسفل بعضه، ومنها ما يكون 3 مفاتيح على كل جانب.

المشط

وهي القطعة الخشبية أو البلاستيكية الأفقية الموجودة ما بين رأس الجيتار ورقبته، وفي العادة تكون فيه حفر تمتد الأوتار فيها، لكي تساعد في تحديد الجزء الوتر الذي يمكن العزف عليه.

مثبت الأوتار 

وهي القطعة المعدنية التي تعمل على تثبيت الأوتار في الرأس للتأكد من ثبات الأوتار على المشط، كما أنها تسمح لصوت الأوتار بالدوام لوقت أطول.

غطاء العصا الداعمة

وهي قطعة بلاستيكية موجودة في رأس تغطي طرف العصا العلوي ليظهر بمظهر مرتب.

 العنق

الجزء الرفيع من الجيتار بين الرأس وجسم الجيتار، ويتكون من الأجزاء التالية: – 

لوح الأصابع

وهو اللوح الموجود على سطح العنق، ويصنع عادة من خشب خاص مقاوم للعوج.

الحنق

وهي الأشرطة المعدنية التي تكون موجودة على طول لوح الأصابع ومواقعها محددة وتساعد كل واحدة منها على إصدار نغمة موسيقية معينة، وتظهر على بعض الجيتارات بشكل نقاط.

العصا الداعمة

وهي العصا المعدنية التي تمتد على طول العنق، وتحمي عنق الجيتار من الانحناء بشكل كبير بسبب ضغط الأوتار عليه، وهو مهم جدًا لإصدار أصوات الجيتار بلا مشاكل أو تشويشات.

 الجسم

وهو الجزء السفلي العريض من الجيتار، الذي يكون فارغًا من داخله في الجيتار الصوتي، وشبه فارغًا أو فارغ في الجيتار الكهربائي، وأجزاؤه كالتالي:

أزرار الشريط القماشي

 وهي الأجزاء الموجودة على الجسم التي تربط شريط الجيتار الذي يوضع حول كتف العازف بجسم الجيتار

الجسر

وهو الجزء المسؤول عن تثبيت الأوتار من طرفها الآخر على الجسم، وتكمن أهميته بأنه يساعد في نقل صوت الأوتار إلى داخل جسم الجيتار لكي تتضخم

السرج

وهو الجزء المثبت للأوتار الذي يقابل المشط الموجود على رأس الجيتار، لذلك فهو يشبهه في شكله ووظيفته خاصة في الجيتارات الصوتية، أما بالنسبة للجيتارات الكهربائية فيكون منفصًلا عن بعضه ليكون كل وتر متصل بسرج مختلف، مما يسمح بالتحكم بها.

الكعب

وهي قطعة الواصلة ما بين عنق الجيتار وجسمه.

 حفرة الصوت

وهي الحفرة الموجودة في الجزء العلوي من جسم الجيتار، وتكمن أهميتها بأنها تسمح للأصوات الصادرة من الاهتزازات الداخلية في جسم الجيتار بالخروج وجعلها مسموعة.

على الرغم من أن آلة الجيتار واحدة من أقدم الآلات التي عرفها الإنسان على مر العصور، إلا أنها كانت في حالة تطور مستمر حتى يومنا هذا، إلى جانب أنها آلة رائعة لتلحين كلمات الأشعار والأغاني حتي تخرج لنا بصورة مميزة وفريدة من نوعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى