البرمجة اللغوية العصبية

ربما أنك تمتلك الكثير من المهارات، ولكنك فقط لا تتمكن من استغلالها. إذن، فكيف تصل إلى أفضل نسخة من نفسك؟ هذا ما يقدمه علم البرمجة اللغوية العصبية. تابع معنا هذا المقال عزيزي القارئ؛ لتتعرف أكثر على فوائد وتقنيات البرمجة اللغوية العصبية، وكيفية تطبيقها.
ما هي البرمجة اللغوية العصبية
هل يمكنك برمجة عقلك على أفكار معينة؟ يتيح لك هذا العلم فهم كيفية عمل دماغك، والطرق التي تؤثر بها الأفكار على السلوك. حيث يبحث في الطرق التي تفسر بها أدمغتنا الإشارات التي تتلقاها، وكيف تؤثر هذه التفسيرات على ما نقوم به. وبالتالي سيمكنك برمجة عقلك على أفكار معينة.
تساعدنا تقنيات البرمجة اللغوية العصبية على النظر إلى أفكارنا ومشاعرنا وعواطفنا كأشياء يمكننا التحكم فيها، بدلاً من الأشياء التي تحدث لنا بشكل سلبي، كما يعطيك تقنيات، واستراتيجيات، وأدوات، يمكنك استخدامها لمراقبة واستكشاف السلوك البشري، والتحسين منه؛ حتى تصل إلى أفضل نسخة من نفسك.
ما هو مبدأ عمل البرمجة اللغوية العصبية؟
لا يشترط أن تكون نظرتك للواقع أو الأشخاص من حولك هي الحقيقة، حيث أن لكل منا منظور خاص به، يمكننا التعبير عنه بأنه خريطة تكونت في عقلك نتاج خبراتك وتجاربك السابقة التي تعرضت لها خلال حياتك، ومن خلال ذلك المنظور ترى العالم رؤية خاصة بك.
إذن، فهل يمكن تعديل تلك الخريطة أو برمجة أفكارك بطريقة أخرى، لينعكس ذلك على رؤيتك للعالم وردود أفعالك؟ يحدث ذلك بالفعل عند تطبيق تقنيات البرمجة اللغوية العصبية. فمثلاً إذا فهمت كيف يقوم شخص ناجح بانجاز مهامه أو التعامل بطريقة معينة، يمكنك أن تبرمج عقلك ليقوم بفعل ذلك هو أيضًا.
هرم المستويات المنطقية للتغيير
يساعدك هذا النموذج على التغيير من خلال فهمك لتلك الخريطة المرسومة في عقلك، والقدرة على تحليل حياتك. تابع معنا عزيزي لتتعرف على المستويات المنطقية الستة للتغيير:
- البيئة: وهي كل ما يحيط بك في الخارج.
- السلوك: وهو كل ما تقوم به من قول أو فعل.
- القدرات: القوى الداخلية التي تمتلكها وتمكنك من فعل شيء ما.
- القيم والمعتقدات: والقيم هي المشاعر التي توجهها تجاه شيء ما فتحدد قيمته بالنسبة لك، أما المعتقدات فهي الأفكار المؤكدة تجاه شيء ما سواء كانت صحيحة أو خاطئة.
- الهوية: وتمثل قيمتك واعتقادك تجاه نفسك، أو بمعنى آخر من أنت في نظر نفسك.
- المهمة: وهي فهم الشخص ما يعيش فيه، وهي أعلى مستويات الهرم.
فوائد البرمجة اللغوية العصبية
يمكن أن تساعدك البرمجة اللغوية العصبية فيما يلي:
- تحسين مهارات الاتصال والعرض لديك.
- زيادة الثقة بالنفس.
- تحسين مهاراتك التدريبية.
- تطوير علاقات أقوى وأكثر صحة.
- التعامل مع الحساسية الزائدة.
- خلق المزيد من الطاقة والاسترخاء في حياتك.
- تطوير استراتيجيات جديدة لحل المشكلات.
- إدارة الأشخاص الصعبين.
- التغلب على المعتقدات المحدودة.
- وضوح رؤيتك وهدفك.
- تعزيز القدرات القيادية.
- خلق المزيد من الحرية والاختيار على طريقة تفكيرك.
- كسر الأنماط السلوكية.
- التعامل مع المواقف غير المتوقعة في حياتك.
- فهم قدرات واستراتيجيات الأشخاص الناجحين.
- تحسين أداء الفريق والأداء التنظيمي.
- تحقيق نجاح أكبر في التفاوض والمبيعات.
- كما تستخدم في علاج بعض الأمراض النفسية بجانب بعض الوسائل العلاجية الأخرى، مثل: الاكتئاب، واضطراب القلق، ونوبات الهلع، والرهاب.
ركائز تقوم عليها البرمجة اللغوية العصبية
تقوم البرمجة اللغوية العصبية على ثلاثة ركائز مهمة وهي:
الاتصال والتواصل
أي طريقة تعاملنا مع البشر، حيث يمكننا فهم من حولنا من خلال عملية التواصل كالتالي:
- الكلام (بنسبة 7٪).
- الصوت (بنسبة 38٪).
- لغة الجسد (بنسبة 55٪).
الإدراك والوعي
لفهم الفرق بين عملية الإدراك والوعي، يمكننا القول بأن عملية الإدراك تتم بواسطة الحواس كالسمع أو الإحساس، أما عملية الوعي هي التي تدفعنا لاتخاذ قرار معين، وتأتي بعد مرحلة الإدراك.
العلاج والتدريب
وهي آخر مرحلة، وتأتي بعد تمام الإدراك بالمشكلة، والوعي بها، والسعي للتدريب للتعامل معها وحلها.
تقنيات البرمجة اللغوية العصبية
الفرق بين الناجحين وغير الناجحين هو أن الأشخاص الناجحين على استعداد للقيام بأشياء يتجاهلها الأشخاص غير الناجحين. تقنيات البرمجة اللغوية العصبية هي واحدة من هذه الأشياء، حيث تعتبر طريقة قوية لتغيير طريقة تفكيرك وحياتك، وإليك أفضل تقنيات يمكنك استخدامها:
إعادة الصياغة
أنت ترى العالم من خلال منظور معين يمكن إعادة صياغته من خلال تغيير النظرة التي ترى بها، حيث أن الإحساس الناتج عن موقف معين ليس بسبب الموقف نفسه، وإنما يكون بحسب تقييمك للموقف.
يمكنك استخدام هذه التقنية لتغيير فكرتك تجاه موقف حدث في الماضي، أو الحاضر، أو سيحدث مستقبلاً، فمثلاً، بعد الانفصال يمكنك التفكير في أنها فرصة للتعرف على أشخاص جدد أفضل، أو إذا تم طردك من العمل يمكنك التفكير بأن ذلك حدث لتأخذ فرصة لتطوير مهاراتك والحصول على وظيفة أفضل. فقط تحاول إعادة صياغة تفكيرك تجاه الموقف السلبي الذي تمر به.
التدريب على التصوير
يمكن أن نطلق عليه البروفة العقلية، ويتم ذلك من خلال إنشاء مشهد تفصيلي للغاية لنفسك أثناء قيامك بعمل ما بنجاح، عليك أن تتخيل لغة جسدك أثناء قيامك بهذا العمل، حيث تكون واثقًا من نفسك، حازمًا، ومتزنًا. وتحاول أن تستمد ذلك الشعور بالثقة التي تتحلى بها والطاقة المحيطة بك، فقط عليك أن تكون مفصلاً في التخيل قدر الإمكان؛ حتى يتحول الأمر إلى يقين في عقلك.
الرابط الذهني
ماذا تفعل إذا أردت استرجاع مشاعر معينة كنت تشعر بها في مكان ما، أو مع شخص ما؟ ربما عليك الذهاب إلى هذا المكان؛ حتى تستطيع فعل ذلك، ولكن تلك التقنية تعلمك كيف تربط بين أي مشاعر جيدة وموقف سلبي يحدث لك؛ للتغلب عليه. وذلك بمجرد عمل رابط ذهني بين الموقفين.
فمثلاً إذا كنت تشعر بالقلق الشديد حينما تتقدم لإلقاء خطاب معين أمام مجموعة من الناس، كل ما عليك هو تذكر موقف آخر إيجابي كنت تشعر فيه بالسعادة والطمأنينة، ثم تتخيل ذلك الموقف وتستدعي المشاعر التي كنت تشعر بها حينها، وسيزول عنك التوتر ويتبدل بمشاعر إيجابية.
خط الزمن
لكي تصبح محبوبًا عليك أن تقوم بإرضاء من حولك، ولكي تكون ناجحًا عليك تحقيق إنجاز معين! إذا أردت أن تنجح حقًا في المستقبل، فلابد من التصالح مع الماضي الذي مررت به، بكل ما فيه من سوء أو معتقدات خاطئة ترسخت في عقلك.
كما عليك فهم ومعرفة كيفية تكون هذه المعتقدات في عقلك؛ حتى يمكنك العمل على تعديلها، وعدم تركها تؤثر على حياتك بشكل سلبي. حيث تمكنك هذه التقنية من الاستجابة للتجارب الحالية بناءً على الظروف الحالية، وعدم الاستجابة للمواقف التي تطرح نفسها اليوم بناءً على المشاعر المرتبطة بأحداث الحياة السابقة.
النمذجة
تعتمد هذه التقنية بشكل أساسي على قانون الجذب “كل ما تفكر فيه باستمرار وتركز عليه تتحرك نحوه”، لذلك فمن أجل الارتقاء بحياتك، عليك أن تحيط نفسك بالأشخاص الذين حققوا النجاح الذي تريده، والتركيز على نمذجة سلوكياتهم، فطالما أنه تمكن ذلك الشخص من النجاح، أنت أيضا يمكنك أن تنجح.
النموذج المرجعي
يعرف هذا النموذج ب Meta Model، ويمكنك تطبيقه عن طريق الحكم على أي موقف تتعرض إليه من خلال استخدام ثلاث وجهات نظر مختلفة كالتالي:
- أنت: الشخص الذي يحدث له الموقف.
- الآخر:تنظر إلى الموقف بعين الطرف الآخر.
- الملاحظ: وهو طرف خارج الموقف ينظر بصورة حيادية تمامًا.
حينها ستلاحظ تأثير أفكارك على السلوك الذي تتخذه في كل موقف، وأنه لا يشترط أن تكون أنت العادل أو المحق حتى وإن ظننت ذلك، هي فقط وجهات نظر.
يوجد العديد من التقنيات والأساليب الأخرى التي يضعها علم البرمجة اللغوية العصبية في محاولة تطوير النفس، ويمكن استخدام هذه التقنيات بواسطة الشخص نفسه، أو بواسطة المعالج النفسي في العلاج السلوكي لبعض الحالات.